الشمائل المحمدية 2

 كان صلى الله عليه وسلَّم يتجمَّل، ويأمر أصحابه بالتجمُّل، ويأمرهم أن  يكونوا بمظهرٍ حسن، وهذا يعني نظافة البدن، ونظافة الثوب، وترجيل الشعر،  وقصَّ الأظافر، وأناقة الثياب، هذا هو التجمُّل


  النبي عليه الصلاة والسلام كانت له حلةٌ يلبسها للعيدين والجمعة، وثياب خاصَّة  

تروي السيدة عائشة أن النبي صلى الله عليه و اله وسلَّم خرج ذات يومٍ إلى إخوانه، فنظر في كوز الماء  إلى جمَّته، أي إلى شعره وهيئته
 وقال عليه الصلاة و السلام 

((إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ))

( من مسند أحمد: عن ” عبد الله بن مسعود ” )


((إذا خرج أحدكم إلى إخوانه فليتهيأ في نفسه))


  وكان إذا قدِم عليه وفدٌ لبس أحسن ثيابه، وأمر  أصحابه بذلك، فرأيته وفَدَ عليه وفد كِنْدَة وعليه حُلَّةٌ يمانيَّة، وعلى  أبي بكرٍ وعمر مثل ذلك


وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلَّم أن حُسْنَ السمت والزيِّ الحسن من شمائل الأنبياء وخصالهم الأصيلة


 روى أبو داود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

 ((إِنَّ الْهَدْيَ الصَّالِحَ وَالسَّمْتَ الصَّالِحَ وَالِاقْتِصَادَ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ)) 


عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ

 خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ  عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ بَنِي أَنْمَارٍ قَالَ جَابِرٌ فَبَيْنَا  أَنَا نَازِلٌ تَحْتَ شَجَرَةٍ إِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ  عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلُمَّ إِلَى  الظِّلِّ – أي شجرة ظلُّها وارف – قَالَ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى  اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُمْتُ إِلَى غِرَارَةٍ لَنَا – غرارةٍ ظرفٍ  شديد العِدْلِ، أي محفظة – فَالْتَمَسْتُ فِيهَا شَيْئًا فَوَجَدْتُ فِيهَا  جِرْوَ قِثَّاءٍ – أي خيار وقته – فَكَسَرْتُهُ ثُمَّ قَرَّبْتُهُ إِلَى  رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مِنْ أَيْنَ  لَكُمْ هَذَا قَالَ فَقُلْتُ خَرَجْنَا بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ  الْمَدِينَةِ قَالَ جَابِرٌ وَعِنْدَنَا صَاحِبٌ لَنَا نُجَهِّزُهُ  يَذْهَبُ يَرْعَى ظَهْرَنَا – أي نجهِّز صاحب لنا ليرعى الغنم – قَالَ  فَجَهَّزْتُهُ ثُمَّ أَدْبَرَ يَذْهَبُ فِي الظَّهْرِ وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ  لَهُ قَدْ خَلَقَا قَالَ فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ  عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ فَقَالَ أَمَا لَهُ ثَوْبَانِ غَيْرُ هَذَيْنِ  فَقُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ لَهُ ثَوْبَانِ فِي الْعَيْبَةِ  كَسَوْتُهُ إِيَّاهُمَا قَالَ فَادْعُهُ فَمُرْهُ فَلْيَلْبَسْهُمَا قَالَ  فَدَعَوْتُهُ فَلَبِسَهُمَا ثُمَّ وَلَّى يَذْهَبُ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ  اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَهُ ضَرَبَ اللَّهُ  عُنُقَهُ أَلَيْسَ هَذَا خَيْرًا لَهُ قَالَ فَسَمِعَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ  يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى  اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ فَقُتِلَ الرَّجُلُ  فِي سَبِيلِ اللَّه


عَنْ مَالِك أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ

 ((إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ أَنْظُرَ إِلَى الْقَارِئِ أَبْيَضَ الثِّيَابِ)) 

 ( موطأ مالك) 


وسيدنا عمر يقول

 (إذا أوسع الله عليكم فأوسعوا على أنفسكم) 


وهناك حديث

 ((ليس منا من وسع الله عليه ثم قتر على عياله)) 

 (مسند الشهاب للقضاعي(1192)عن عائشة) 


وروى أبو نعيم في الحلية عن أبن عمر مرفوعاً

 ((إن العبد آخذ عن الله تعالى أدبا حسنا، إذا وسع عليه وسع، وإذا أمسك عليه أمسك)) 

 (البيهقي في شعب الإيمان(6591) عن ابن عمر) 


  لأن الله عز وجل يحب أن يرى أثر نعمته على عبده،  وأوضحُ أثر في الثياب، وأحياناً الإنسان يرتدي ثوبًا جديدًا، وهذا من  إكرام الله له، فلذلك النبي عليه الصلاة والسلام كانت تعظم عنده النعمة  مهما دقَّت، وكان إذا ارتدى ثوبًا جديدًا، هناك دعاء خاص للثوب الجديد


وروى الحاكم بإسناده عن سهل بن الحنظلية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال

 ((أحسنوا لباسكم، وأصلحوا رحالكم، حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس)) 

 ( من الجامع الصغير) 


وروى الطبراني والبيهقي، عن عمران بن الحصين رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

إن الله تعالى إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى أثر  النعمة عليه، ويكره البؤس والتباؤس ـ الهيئة القذرة، والهيئة المبتذلة،و  الخنوع، والمسكنة، والتذلل، واليأس، يا حسرتي علينا، لماذا هذا التحسُّر ؟  أنت مؤمن، وتعرف ربك، ولك منهج، والله هو الرزاق، وهو الكريم، فالله يكره  البؤس والتباؤس ـ ويبغض السائل الملحف، ويحب الحيي العفيف المتعفف

 ( من الجامع الصغير: عن ” أبي هريرة ” ) 


والآن ننتقل إلى: حلاوة منطق النبي عليه الصلاة والسلام، فقد كان عليه الصلاة والسلام حلو المنطق


فعَنِ ابْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ أَبَاهُ أُسَامَةَ قَالَ

 كَسَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ  وَسَلَّمَ قُبْطِيَّةً كَثِيفَةً كَانَتْ مِمَّا أَهْدَاهَا دِحْيَةُ  الْكَلْبِيُّ فَكَسَوْتُهَا امْرَأَتِي فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى  اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَكَ لَمْ تَلْبَسْ الْقُبْطِيَّةَ قُلْتُ  يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَوْتُهَا امْرَأَتِي فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْهَا فَلْتَجْعَلْ تَحْتَهَا  غِلَالَةً إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَصِفَ حَجْمَ عِظَامِهَا

لم يقل: ساقها، لم يقل الكلمات الثانية، فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام ينتقي أعف الكلمات، حيث لا يخدش حياء المستمعين، وهذا أدب قرآني


 فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً 

انظر إلى الآيات التي تشير إلى العلاقة الزوجية في القرآن، كلمات لطيفة ورائعة، كلمات لا تخدش الحياء


 ((لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ)) 

 ( من سنن الترمذي: عن ” عبد الله ” ) 


فكان عليه الصلاة والسلام حلو المنطق، حسن الكلام، إذا تكلم أخذ بمجامع القلوب، وسبى الأرواح والعقول، وإذا تكلم خرج النور من بين ثناياه، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ

 كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ  وَسَلَّمَ أَفْلَجَ الثَّنِيَّتَيْنِ إِذَا تَكَلَّمَ رُئِيَ كَالنُّورِ  يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ ثَنَايَاه

 (الدارمي) 


عن أبي قرصافة أنه قال: لما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأمي وخالتي، ورجعنا من عنده منصرفين، قالت لي أمي وخالتي

 يا بني ما رأينا مثل هذا الرجل أحسن منه وجهاً ولا  أنقى منه ثوباً، ولا ألين كلاماً، ورأينا كأن النور يخرج من فيه صلى الله  عليه وسلم

 (الطبراني في الكبير(2518) 


  وكان عليه الصلاة والسلام أفصح خلق الله لساناً،  وأوضحهم بياناً، أوتي جوامع الكلمة، وبدائع الحكم، وقوارع الزَجر، وقواطع  الأمر، والقضايا المحكمة، والوصايا المُبرمة، والمواعظ البليغة، والحجج  الدامغة، والبراهين القاطعة، والأدلة الساطعة


وجاء في المسند وغيره عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو يَقُولُ

 خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ  عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا كَالْمُوَدِّعِ فَقَالَ أَنَا مُحَمَّدٌ  النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ قَالَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي  أُوتِيتُ فَوَاتِحَ الْكَلِمِ وَخَوَاتِمَهُ وَجَوَامِعَهُ وَعَلِمْتُ كَمْ  خَزَنَةُ النَّارِ وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ وَتُجُوِّزَ بِي وَعُوفِيتُ  وَعُوفِيَتْ أُمَّتِي فَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا مَا دُمْتُ فِيكُمْ فَإِذَا  ذُهِبَ بِي فَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ أَحِلُّوا حَلَالَهُ  وَحَرِّمُوا حَرَامَه


  عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

 أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى النَّبِيَّ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ  الْكُتُبِ فَقَرَأَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  فَغَضِبَ فَقَالَ أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ وَالَّذِي  نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا ـ أي الشريعة ـ بَيْضَاءَ  نَقِيَّةً لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ  فَتُكَذِّبُوا بِهِ أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ وَالَّذِي نَفْسِي  بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ  حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي

 ( أحمد) 


وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ

 ((بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ وَنُصِرْتُ  بِالرُّعْبِ وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ  الْأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي )) 


مرة جاءه وفد وسأله عن الصيام، فتكلم النبي لفصاحته بلغة أو بلهجة هذا الوفد، فلما سئل:” هل من أمبر أمصيام في أمسفر ؟ فقال: ليس من أمبر أمصيامٌ في أمسفر “،. أي ليس من البر الصيام في السفر، فكان يتكلم بلغة السائل، وهذا من فصاحته


 ((من أصاب مالاً من نهاوش أذهبه الله في نهابر)) 

 (كشف الخفاء(2374) عن أبي سلمة الحمصي) 

هذه لغة، النهاوش أي بالاحتيال، وروي مهاوش بالميم، والنهابر يذهب ماله في مهالك


 عطية بن عروة السعدي قال: حدثني أبي  قال: قدمت على رسول  الله صلى الله عليه وسلم في أناس من بني سعد بن بكر وكنت أصغر القوم  فخلفوني في رحالهم ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى من حوائجهم  ثم قال 

 هل بقي منكم من أحد قالوا: نعم خلفناه في رحالنا،  فأمرهم أن يبعثوا إلي، فأتوني فقالوا: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم،  فأتيته، فلما رآني قال: ما أغناك الله فلا تسأل الناس شيئا، فإن اليد  العليا هي المنطية، وإن اليد السفلى هي المنطاة، وإن مال الله تعالى  لمسؤول، ومنطي

 قال: فكلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغتنا
( الحاكم في المستدرك(7930))


أما آدابه في الكلام فعَن عَائِشَةَ قَالَتْ

 أَلَا يُعْجِبُكَ أَبُو هُرَيْرَةَ جَاءَ فَجَلَسَ  إِلَى جَنْبِ حُجْرَتِي يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ  وَسَلَّمَ يُسْمِعُنِي ذَلِكَ وَكُنْتُ أُسَبِّحُ فَقَامَ قَبْلَ أَنْ  أَقْضِيَ سُبْحَتِي وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ إِنَّ رَسُولَ  اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ  الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُم


وفي روايةٍ عن عائشة

 ((إنما كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهماً تفهمه القلوب)) 

 (مسند أبي يعلى الموصلي(4393)) 


وفي الصحيحين عن أنسٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم

 كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا ـ وضح في كلمات دقيقة مفصلة،  أعادها مرة، ومرتين وثلاثا حتى تفهم عنه ـ وكان صلى الله عليه وسلم يتكلم  بكلامٍ فصلٍ لا هذرٍ ولا نذرٍ ويكره الثرثرة في الكلام والتشدق به وكان صلى  الله عليه وسلم يكره التنطع في الكلام والتكلف في فصاحته 


وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 ((قَالَ إِنَّ اللَّهَ يَبْغَضُ الْبَلِيغَ مِنْ الرِّجَالِ الَّذِي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ كَمَا تَتَخَلَّلُ الْبَقَرَةُ)) 

 (الترمذي، وأبو داود) 


قيل في النبي عليه الصلاة والسلام

 كان صلى الله عليه وسلم إذا خطب لا يخل ولا يمل 



عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ

 كُنْتُ أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ  عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَتْ صَلَاتُهُ قَصْدًا – معتدلة – وَخُطْبَتُهُ  قَصْدًا – أي وسطاً 

 ( رواه مسلم ) 


 الأعرابي الذي جاء النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ” يا رسول الله عظني ولا تطل “، فتلا عليه قوله تعالى 

 فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) 

 ( سورة الزلزلة ) 

 فقال له: ” كفيت “، فقال النبي: ” فقه الرجل 


وروى الإمام أحمد وأبو داود عَن الْحَكَمِ بْنِ حَزْنٍ الْكُلَفِيُّ قَالَ

 وَفَدْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ  عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَابِعَ سَبْعَةٍ أَوْ تَاسِعَ تِسْعَةٍ فَدَخَلْنَا  عَلَيْهِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ زُرْنَاكَ فَادْعُ اللَّهَ لَنَا  بِخَيْرٍ فَأَمَرَ بِنَا أَوْ أَمَرَ لَنَا بِشَيْءٍ مِنْ التَّمْرِ  وَالشَّأْنُ إِذْ ذَاكَ دُونٌ فَأَقَمْنَا بِهَا أَيَّامًا شَهِدْنَا  فِيهَا الْجُمُعَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ  وَسَلَّمَ فَقَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى عَصًا أَوْ قَوْسٍ فَحَمِدَ اللَّهَ  وَأَثْنَى عَلَيْهِ كَلِمَاتٍ خَفِيفَاتٍ طَيِّبَاتٍ مُبَارَكَاتٍ ثُمَّ  قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ لَنْ تُطِيقُوا أَوْ لَنْ تَفْعَلُوا  كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا

قال سيدنا الصديق

 (إيَّاك وكثرة الكلام، فإن كثرة الكلام ينسي بعضه بعضًا) 


عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ قَالَ وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

 لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ كَيْفَ أَنْتَ يَا  حَنْظَلَةُ قَالَ قُلْتُ نَافَقَ حَنْظَلَةُ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا  تَقُولُ قَالَ قُلْتُ نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ  عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا  رَأْيُ عَيْنٍ فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى  اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ  وَالضَّيْعَاتِ فَنَسِينَا كَثِيرًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ فَوَاللَّهِ إِنَّا  لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى  دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ  نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى  اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا ذَاكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ  نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا  رَأْيُ عَيْنٍ فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ  وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ  تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمْ  الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ  سَاعَةً وَسَاعَةً ثَلَاثَ مَرَّات

 (رواه مسلم) 


وروى الترمذي عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ

 وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ  وَسَلَّمَ يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً  ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ رَجُلٌ  إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا  رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ  وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ  يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ  فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ  بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا  عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذ

 ( رواه الترمذي) 


وقال أسيد بن حضير: (لو أني أكون على أحوالٍ ثلاثة من أحوالي لكنت من أهل الجنة) ـ له ثلاثة أحوال لو بقي على أحد هذه الأحوال لكان من أهل الجنة ـ قال: (حين أقرأ القرآن، وحين أسمعه، وإذا سمعت خطبة رسول الله)، أي إنه إذا قرأ القرآن يشعر بحال عظيم، وإذا استمع إلى القرآن يشعر كذلك


قال الحسن البصري

 إذا قرأت القرآن، أو صليت، أو ذكرت الله، ولم تشعر بشيء فهناك خلل خطير في إيمانك 


قال عليه الصلاة والسلام

 ((ما من عبدٍ يخطب خطبة إلا الله سائله عنها يوم القيامة ما أراد بها)) 


فكان مالك بن دينار إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم يقول

 أتحسبون أن عيني تقر بكلامي عليكم، وأنا أعلم أن الله عزَّ وجل  سائلي عنه يوم القيامة ما أردت به ؟ فأقول: أنت الشهيد على قلبي، لو لم  أعلم أنه أحب إليك لم أقرأ به على اثنين أبداً 


 والنبي صلى الله عليهو اله و سلم حذر قال 

 ((من تعلَّم صرف الكلام ليسبي قلوب الرجال لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً)) 


((يا معاذ أخلص دينك يكفك القليل من العمل))

 ( من تفسير ابن كثير: عن ” أبي هريرة ” ) 



https://alhudagroup-tr.com

تم عمل هذا الموقع بواسطة