وصف الله تعالى نفسه بعد قوله رب العالمين بأنه الرحمن الرحيم لأنه لما كان في اتصافه ب رب العالمين ترهيب، قرنه ب الرحمن الرحيم لما تضمنه من الترغيب؛ ليجمع في صفاته بين الرهبة منه والرغبة إليه، فيكون أعون على طاعته وأمنع .
القرطبي/ الجامع لأحكام القرآن
ما أحسنها من تربية يربينا بها ربنا، لما أثبت في سورة الفاتحة أن الحمد كله له؛ علل ذلك بأنه رب العالمين الرحمن الرحيم أو ملِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ . وبهذا تطمئن القلوب، وتنقاد النفوس، ويزداد إقبالها على ما أمرت به.
د.محمد الخضيري
قال مزاحم بن زفر: صلى بنا سفيان الثوري المغرب، فقرأ حتى بلغ , إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ الفاتحة: 5 بكى حتى انقطعت قراءته، ثم عاد فقرأ : الْحَمْدُ لِلَّـهِ.
حلية الأولياء
قال محمد بن عوف الحمصي: رأيت أحمد بن أبي الحواري قام يصلي العشاء، فاستفتح ب الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ إلى إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فطفت الحائط كله، ثم رجعت، فإذا هو لا يجاوزها ثم نمت، ومررت في السحر، وهو يقرأ إِيَّاكَ نَعْبُدُ فلم يزل يرددها إلى الصبح.
سير أعلام النبلاء
صليت خلف الشيخ عبدالرحمن الدوسري - رحمه الله - كثيراً، فما أذكر أنه استقامت له قراءة الفاتحة بدون بكاء، خصوصاً عند قوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
د.عبدالعزيز بن محمد العويد
قال ابن تيمية رحمه الله: تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته تعالى، ثم رأيته في الفاتحة: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ الفاتحة: 5 .
مدارج السالكين
قدم العبادة على الاستعانة في قوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ الفاتحة: 5 ؛ لأن العبادة قسم الرب، وحقه، والاستعانة مراد العبد، ومن الطبيعي أن يقدم العبد ما يستوجب رضا الرب ويستدعي إجابته قبل أن يطلب منه شيئا، وهو هنا التذلل لله والخضوع بين يديه بالعبادة فكان القيام بالعبادة مظنة استجابة طلب الاستعانة.
ابن القيم/ مدارج السالكين
أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ الفاتحة: 6، فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته، وترك معصيته، فلم يصبه شيء لا في الدنيا ولا في الآخرة.
الطحاوي، شرح الطحاوي
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ إلى أخر السورة , أسباب الخروج عن الصراط المستقيم إما الجهل أو العناد، فالذين خرجوا عنه لعنادهم: المغضوب عليهم، وعلى رأسهم اليهود، والذين خرجوا لجهلهم: كل من لا يعلم الحق وعلى رأسهم النصارى، وهذا بالنسبة لحالهم قبل البعثة - أي النصارى- أما بعد البعثة فقد علموا الحق، وخالفوه؛ فصاروا هم واليهود سواء، كلهم مغضوب عليهم .
ابن عثيمين/ تفسير جزء عم
تأمل كم من الأسرار العظيمة في سورة الفاتحة، وخاصة تحت قوله تعالى: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ الفاتحة: 6، إنها دعوة جماعية للهداية، تُكرِّس التفوق على ال (أنا) التي تحاصر الآخرين بالخطأ وتختص نفسها بالصواب، فهو هتاف جماعي ينشد الهداية، ويتضرع إلى الله بتحصيلها.
د.سلمان العودة /موقع الإسلام اليوم. مقال: نقطة توازن
http://www.tadabborq.com/