لفظ الجلالة (الله) هو  الاسم  الذي تكشف به الكربات، وتستنْزل به البركات والدعوات، وتقال به العثرات،  وتستدفع به السيئات، وتستجلب به الحسنات

لفظ الجلالة (الله) مشتقّ من (إله)، وهو الذي تألهه القلوب وتعبده

يقول الإمام الطبري

 الله أصله “الإله”، أسقطت الهمزةُ التي  هي فاء الاسم، فالتقت اللام التي هي عين الاسم، واللام الزائدة التي دخلت  مع الألف الزائدة وهي ساكنة، فأدغمت في الأخرى التي هي عين الاسم، فصارتا  في اللفظ لامًا واحدة مشددة 

 لفظ الجلالة (الله) هو الاسم الجامع لمعاني  الألوهية، الدال على استحقاقه للعبوديّة، وقد عبّر الإمام الغزالي عن هذا  المعنى بقوله: اسم للموجود الحق الجامع لصفات الإلهية المنعوت بنعوت  الربوبية، وأولى منه تفسير ابن عباس رضي الله عنه للفظ الجلالة حيث قال: ”  الله ذو الألوهية والمعبودية على خلقه أجمعين” فقد جمع في تفسيره بين  أمرين: بين صفة الله الدالة عليه –و هي الالوهية – وبين الصفة المتعلّقة بالعباد من هذا الاسم وهي العبوديّة


 الله سبحانه وتعالى لمّا أراد تعريف ذاته العليّة لموسى عليه السلام، خصّ اسمه (الله) بالذكر من بين جميع أسمائه الأخرى ليعرّف نفسه 

 إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني 

  (طه:14). 

لفظ الجلالة (الله) هو الأصل لجميع أسماء الله الحسنى مما عداه

 ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها 

 (الأعراف:180) 

 الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى 

 (طه:8) 

 لفظ الجلالة (الله) يدلّ على جميع المعاني  التي تضمّنتها أسماء الله الحسنى، بما احتوته من الجلال والكمال والعظمة،  والتفرد بالضر والنفع، والعطاء والمنع، ونفوذ المشيئة وكمال القوة،  الاحسان، والجود والبرّ، والرأفة واللطف 

من الناحية اللغوية، يُذكر من خصائص لفظ الجلالة (الله)  أنّ اللام والألف فيها يُعتبران من بُنية الكلمة، فلا يمكن الاستغناء عنهما، فأنت تقول: يا الله، في حين تسقط الألف واللام حين النداء بسائر الأسماء الحسنى الأخرى، فتقول: يا قدّوس، ولا تقول: يا القدّوس

 اقتران هذا الاسم الإلهي بعامة ما شُرع لنا من الأذكار والمحامد، والبسملة والتسبيحات ونحوها، فنقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر، ونقول: لا حول ولا قوّة إلا بالله، ونقول: بسم الله، وهو الاسم الذي يُفتتح به كلّ أمرٍ تبرّكاً وتيمّناً، ولذلك كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يفتتح رسائله بالبسملة المشتملةِ أوّلاً على لفظ الجلالة (الله)، ولم يتسم بهذا الاسم غير الله تعالى ولذلك قال

 هل تعلم له سميا 

 (مريم: 65) 

وهو الاسم الذي إذا ارتفع من الأرض قامت الساعة

 لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله 

 رواه أحمد 

  مواطن ذكر هذا الاسم في القرآن الكريم تربو على ألفين ومائتي مرّة، وهذا العدد لم يقاربه أي اسم آخر من  أسماء الله الحسنى، كما أن الله تبارك وتعالى افتتح به ثلاثاً وثلاثين آية

 {الحمد لله رب العالمين}
(الفاتحة:2)،
واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا
(النساء:1)،
الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها
(الرعد:2)،
 الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان
(الشورى:17)
،  إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما 

  (طه:98)، 


فسبحان من تسمّى بهذا الاسم الذي ما كان في  قليل إلا كثّره، ولا عند خوف إلا أزاله، ولا عند كرب إلا كشفه، ولا تعلق  به ضعيف إلا أفاده القوة، ولا ذليل إلا أناله العز، ولا فقير إلا أغناه،  ولا مستوحش إلا آنسه، ولا مغلوب إلا أيده ونصره  


https://knowingallah.com/ar

تم عمل هذا الموقع بواسطة