وقفات مع قصة يوشع بن نون

قال  الرسول عليه الصلاة والسلام   : «غزا  نبي من الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- فقال: لا يتبعني أحد ثلاثة  نفر: لا يتبعني رجل بنى بامرأة ولما يدخل بها، ولا يتبعني رجل بنى بيوتاً  ولم يرفع سقوفها، ولا يتبعني رجل له خلفات ينتظر نتاجها 

 رجل تزوج ولم يبن -أي: لم يدخل بالمرأة- فهذا  يجلس بجانبها.. لماذا؟ لأن الرجل يتمنى أن يتزوج، و«يعيش في ثبات ونبات ويخلف صبيان وبنات»،  فهذا أول ما يرى بارقة السيف تلمع يفر كالجبان.. هذا لا ينفع 

ورجل بنى  بيوتاً ولم يرفع سقوفها»، رفع الجدران وما زال السقف والدور الثالث والرابع  والخامس، هذا الرجل يتمنى أن يرجع ليتمم ما بنى، فهذا يقعد


  ورجل له خلفات ينتظر نتاجها» له غنم، وهو ينتظر الغنم تلد، فبدل أن يكون لديه رأس غنم واحد يكون عنده رأسان وثلاثة وأربعة ويمني نفسه بالغنى


فالقلب هو الذي يعطي قوة الجارحة، فإذا أدبر القلب سحب تأييده  للجارحة، وإذا أقبل أعطاها القوة، فلما يكون الإنسان يتمنى أن يرجع فهل  يريد أن يموت؟ !! 


فخرج يوشع بن نون عليه السلام هو والجيش صباح يوم الجمعة -كما في  مستدرك الحاكم- وظلوا يقاتلون العماليق قتالاً عنيفاً إلى أن غربت الشمس  ولم يفتح لهم، حينئذ قال يوشع عليه السلام للشمس: «إنك مأمورة وأنا مأمور اللهم ردها علينا» فرجعت الشمس كما كانت، فظل يقاتل حتى فتح له، وغلب وانتصر.. لماذا؟ لأن معه رجالاً


فلما جمعوا الغنائم كانت العادة أن النار تنزل من السماء فتحرق  الغنائم، فهذا يدل على أن الله تقبل غزوهم، فلما نزلت النار لتأكل الغنائم  لم تطعمها وارتفعت مرة ثانية، فمباشرة يوشع عليه السلام قال: «فيكم غلول»، هناك لص في الجيش سرق شيئاً وغل مالاً، فمن يعترف؟ لم يعترف أحد.. إذاً: «فليبايعني من كل قبيلة رجل أو رجلان»،  وكان من علامة «الغال» آنذاك أن تلتصق يده بيد النبي، فالتصقت يد رجل أو  رجلين بيده فقال: فيكم الغلول؛ فأخرجوا من رحالهم مثل رأس البقرة من ذهب،  فلما أرجعوه نزلت النار من السماء فأحرقت الغنائم


هذه القصة عقب عليها الرسول عليه الصلاة والسلام وقال: «فلما رأى الله عجزنا وضعفنا أباحها لنا» التي هي الغنائم «لما رأى عجزنا وضعفنا أباحها لنا» مع الحديث الآخر: «إن الغنائم لم تحل لسود الرءوس غيركم» إذاً نحن الأمة الوحيدة المتفردة بحل الغنائم، فنكون قد ضيعنا على أنفسنا خيراً كثيراً على المستوى الاقتصادي بضياع كل هذه الغنائم


الغنائم أباحها الله لنا بعد قصة مطاردة أبي سفيان لما هرب بالعير


السلاح الماضي لنا هو العبودية.. ﴿بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾ [الإسراء:5]


إذا فعلنا ما أمرنا به من تحقيق العبودية لله  عز وجل  سننتصر قال تعالى: ﴿إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد:7]  


http://alheweny.me/art/art_show
تم عمل هذا الموقع بواسطة