إعجاز خلق الدماغ

 يستحيل  على علماء الأعصاب في يوم من الأيام، لا في الوقت الحاضر ولا في المستقبل،  أن يسبروا أغوار الدماغ ويكتشفوا أسراره بشكل نهائي وقطعي، وذلك لأن  الدماغ البشري لا يستطيع أن يفهم نفسه 

 عالم الأعصاب ديفيد أوتوسون 

 قام  هانز مورافاك  بعقد مقارنة بين أحدث الحاسبات  وبين الدماغ البشري،  وهو في مقارنته هذه  لجأ إلى شبكية العين وذلك للتعقيد الشديد لأجزاء  الدماغ، اعتماداً على الحقيقة التي تقول بأن شبكية العين هي جزء ممتد من  الدماغ إلى مؤخرة العين  وكانت نتيجة المقارنة   أن  الحاسبة الآلية الحديثة تحاكي في كفاءتها دماغ نملة واحدة، وإذا استمر خط  التطور للحاسبات على النحو التصاعدي الحالي فمن المؤمل أن تصل الحاسبة في  كفاءتها إلى مستوى دماغ ابسط الزواحف(الوزغ)بعد أربعين سنة أي في سنة 2040م 

 حاول  العلماء صناعة أسلاك تضاهي في قابليتها الألياف العصبية، فوجدوا أن مقاومة ليف عصبي واحد بطول متر واحد (أي من  الحبل الشوكي إلى أخمص القدم) تساوي مقاومة نظيره من النحاس لكن بطول  يساوي المسافة بين الأرض والمريخ عشر مرات أي 10×1300 ألف كم.والإعجاز  في ذلك ليس في هذه المقاومة فحسب، وإنما يتجلى في حقيقة أن سلكا بهذه  المسافة الكونية لو أرسلت في بدايته إشارة بقوة ألف فولت فإنها ستتبدد في  هذه المسافة الطويلة، ولا يصل منها شيئا إلى الطرف الآخر. في حين أن  الإشارة التي ترسل من الحبل الشوكي بقيمة 100 ملي فولت  0,1)فولت)ستصل دون أن تفقد شيئا من الطاقة إلى نهاية الليف العصبي في القدم

 هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين 

 سورة لقمان: 11 

 إن  الدماغ البشري هو كون صغير، لا يقل في تعقيده عن الكون الكبير. فكما أن  الله قد تجلى لخلقه في الكون الكبير، فانه كذلك قد تجلى في هذا الكون  الصغير 

 عالم الأعصاب والدر بنفيلد 

 عدد  الخلايا العصبية في دماغ الإنسان عشرة آلاف مليون خلية عصبية،  وهناك في الدماغ خلايا أخرى وظيفتها تغذية  وإسناد الخلايا العصبية يبلغ عددها عشرة أمثال الخلايا العصبية )أي 100 ألف مليون خلية(، أما عن الألياف العصبية فيكفي أن نذكر جانبا واحدا لنتصور مدى تعقيدها فمثلا يحتوي الجسم الثـفني (Corpus Callosum) على  300 مليون ليف عصبي، حيث أنه يصل الفص الأيمن بالفص الأيسر من الدماغ،  وتبلغ عدد الإشارات العصبية التي تمر خلاله 4 مليارات إشارة في كل ثانية كي  يعلم أحد الفصين ما يقوم به الفص الآخر 

كل خلية عصبية تتسلم عشرة آلاف اشتباك عصبي يأتيها من مختلف مناطق الدماغ. يستثنى من ذلك الفص الجبهي والمخيخ. ففي الفص الجبهي تتسلم كل خلية أربعين ألف اشتباك عصبي، أما في المخيخ فان نوعاً واحداً من أنواع خلاياه الخمسة، وهي خلايا بركنجي ـ والتي يبلغ عددها 30 مليون خلية ـ تتسلم كل خلية منها مليون اشتباك عصبي


التنفس 

  إن عملية التنفس التي نجدها في جميع الكائنات الحية من أدناها إلى أرقاها  هي في جميع الحالات ليست سوى عملية أكسدة ، أي اتحاد  الأكسجين بالمواد الغذائية التي في خلايا الجسم ، ونتيجة لهذه الأكسدة  تنطلق طاقة اللازمة للكائن الحي التي لولاها ما استطاع القيام بأيّ نشاط من  أنشطته المختلفة

 ولذا  فالمظهر الواضح لعملية التنفس هو أخذ (الأكسجين) اللازم (لأكسدة) المواد  الغذائية وبإخراج (ثاني أوكسيد الكربون) والماء الناتجين عن هذه العملية

 في   الأميبا حيث يتكون الجسم من خلية واحدة ، تتم عملية التنفس  بطريقة غاية في البساطة ، يوجد بالماء المحيط به قدر من  (الأوكسجين) المذاب ، هذا (الأوكسجين) الذائب في الماء ينفذ إلى جسم  (الأميبا) حيث يؤكسد المواد الغذائية التي في جسمها ، فتنطلق الطاقة  اللازمة لحركتها ونموها ، وغيرها من العمليات الضرورة للحياة .ويتكون (ثاني  أوكسيد الكربون) والماء نتيجة لعملية (الأكسدة) ، علاوة على انطلاق الطاقة  

 تحدث  عملية التنفس في الحشرات عن طريق فتحات على جانبي الجسم توصل إلى شبكة من  الأنابيب الدقيقة تتفرع داخل جسم الحشرة إلى أنابيب أصغر فأصغر ، حتى تصل  في النهاية إلى جميع الخلايا تقريباً ، وبهذا التنظيم يدخل (الأوكسجين) من  الفتحات الخارجية ، ويصل مباشرة إلى خلايا الجسم  

   في الإنسان وفي عديد من الحيوانات الأخرى فإنّ (الأوكسجين) يصل إلى أنسجة  الجسم عن طريق الخلايا الدموية الحمراء التي تسبح في الدم ، ويوجد بداخل  هذه الخلايا الدموية المادة المسماة (بالهيموجولبين) 

يحدث التنفس بوسائل عديدة في الحيوانات المختلفة ، ولكن النتيجة في جميع الحالات واحدة ، وهي وصول (الأوكسجين) إلى خلايا الجسم ، والتخلص من ( ثاني أوكسيد الكربون)

 هذا التقدير الدقيق لا بد أن يكون من فعل خالق مدبر مقدر ، إذ إنّه  لا يمكن أن يحدث شيء بطرق مختلفة ، ليؤدي لنتيجة واحدة عن طريق المصادفة
و  الخالق واحد أحد ، إذ أن أسلوب الخلق مبني على أساس واحد ، ويؤدي إلى نتيجة واحدة لا تتغير 


القدرة على تعويض الأجزاء المفقودة

  من الصفات المذهلة التي نجدها في جميع الحيوانات والنباتات القدرة  على تعويض الأجزاء المفقودة و بدرجات مختلفة  

  الحيوان المسمى ((الهيدرا))  يعيش في الماء ،  وهو أنبوبي الشكل لا يزيد طوله عن بضعة مليمترات

 
إذا قطعنا هذا الحيوان إلى نصفين ، نصف علوي ، ونصف سفلي ، فإننا نجد أنّ بعض الخلايا في كل نصف تتكاثر بحث تستكمل الأجزاء الناقصة ، فتكون النتيجة تكوين حيوانين يشبهان الحيوان الأصلي ، و لو قطعنا الحيوان ، إلى عدة أجزاء فإنّ كل جزء ينمو ويعوض جميع الأجزاء المفقودة ، ويصبح حيواناً كامل التكوين
ويتركب جدار الجسم لهذا الحيوان طبقة خارجية وطبقة داخلية تحيط بالتجويف الداخلي للجسم ، وفي كل طبقة من الطبقتين توجد أنواع مختلفة من الخلايا لكل نوع منها وظيفة محددة ، ومعظم خلايا الطبقة الخارجية وظيفتها الأساسية حماية جسم الحيوان ، أما الطبقة الداخلية فوظيفتها الرئيسة هضم الغذاء الذي يبتلعه الحيوان
ولو  قلبنا ذلك الحيوان كما يقلب الجورب ، فإنّ الخلايا التي كانت خارجية تصبح  داخلية  ، بينما الخلايا التي كانت داخلية تصبح  خارجية ، فماذا يحدث في هذه الحالة ؟ وجد العلماء أن الخلايا التي أصبحت الآن خارجية تهاجر نحو الداخل ، بينما  الخلايا التي أصبحت داخلية تهاجر نحو الخارج لكي يعود تركيب الحيوان إلى ما  كان عليه ، ولو لم يحدث ذلك لمات الحيوان 


وإذا قطعنا دودة الأرض إلى جزءين ، فإنّ كل جزء ينمو ، ويعوض الجزء المفقود


 وفي ( الجمبري ، أو الكابوريا ) وغيرهما إذا فقدت إحدى الأرجل فإنّ رجلاً جديدة تتكون بدلاً من المفقودة 


والبرص إذا استشعر خطراً أو أمسكه من ذنبه إنسان أو حيوان فإنه يفصل ذلك الذنب عن جسمه ، وينجو من الخطر ، وينمو له ذنب جديد


القدرة على التكاثر

  حيوان (الأميبا) الذي يعيش في الماء والمكّون جسمه  من خلية واحدة  ينقسم إلى  قسمين ، وكل قسم يتحول إلى حيوان ، والحيوانات المتكونة من الانقسام تنقسم  بدورها إلى حيوانين وهكذا … يحدث هذا عندما تكون ظروف الحياة ملائمة  وعادية

 أمَّا  إذا شعر بالخطر فإنّه يتحوصل ؛ أي يفرز حول جسمه  حوصلة ، وينقسم إلى حيوانين ، بل عشرات الحيوانات داخل الحوصلة ؛ لكي يعوض  الوقت الذي قد يضيع هباء داخل الحوصلة إلى حين رجوع الظروف الملائمة لحياته 

 الحيوان  المسمى : (البراميسيوم) وهو يعيش في الماء ، ويتكاثر أيضاً بالانقسام  الثنائي في الظروف الملائمة كما تنقسم (الأميبا) ، ولكنه من آن لآخر يلجأ إلى طريقة أخرى للتكاثر بالغة التعقيد  يكون من شأنها تجنيد النَّوى  حيث ينجب كل  فرخ في هذه الحالة أربعة أفراد بدلاً من انقسام حيوان إلى حيوانين فقط 

 إذا كانت ظروف الحياة تحول  دون سهولة التقاء الأنثى بالذكر لإنجاب الذرية ، فإنّ الحيوان في هذه  الحالة يصبح أنثى ذكراً في الوقت نفسه ،  حيث يضم جسمه أعضاء  التناسل الأنثوية والذكرية جنباً إلى جنب ، فيستطيع بذلك أن ينجب ذريته دون  حاجة إلى انتظار فرصة التقاء الجنسين ، يحدث هذا مثلاً في الدودة الكبدية  التي تعيش في القنوات المرارية لبعض الحيوانات حيث يصعب على أحد الجنسين  التنقل والتجول في هذا المكان الضيق للعثور على الجنس الآخر 


https://knowingallah.com/ar/home

تم عمل هذا الموقع بواسطة